فصل: أخبار القادسية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» **


  أخبار القادسية

ولما دهم أهل فارس من المسلمين بالسواد ما دهمهم وهم مختلفون بين رسْتُمَ والفيْرَزانِ واجتمع عظماؤهم وقالوا لهما‏:‏ إِما أن تجتمعا وإِلا فنحن لكما حرب فقد عرضتمونا للهَلَكَةِ وما بعد بغداد وتكريت إلى المدائن فأطاعا لذلك‏.‏ وفزعوا إِلى بوران يسألونها في ولد من آل كسرى يولّونه عليهم فأحضرت لهم النساء والسراري وبسطوا عليهن العذاب فذكروا لهم غلاماً من ولد شهْريَار بن كسرى اسمه يَزْدَجُرْد أخذته أمه عندما قتل شيرويه أبناء أبيه‏.‏ فسألوا أمه عنه فدلتهم عليه عند أخواله كانت أودعته عندهم حينئذ فجاءوا به ابن إحدى وعشرين سنة فملكوه واجتمعوا عليه‏.‏ وتبارى المرازِبَة في طاعته وعيَّنَ المسالح والجنود لكل ثغر ومنها الحيرة والأبَلّةُ والأنبار وخرجوا إِليها من المدائن‏.‏ وكتب المثنى بذلك إِلى عمر وبينما هو ينتظر الجواب انتقض أهل السواد وكفروا وخرج المثنى إلى ذي قار ونزل الناس في عسكر واحد‏.‏ ولما وصل كتابه إلى عمر قال والله لأضْرِبَنَّ ملوك العجم بملوك العرب فلم يدع رئيسأ ولا ذا رأي وشرف وبسطه ولا خطيباً ولا شاعرأ إِلا رماهم به‏.‏ فرماهم بوجوه الناس بل وغررهم وكتب إِلى المُثَنًى يأمره بخروج المسلمين منِ بين العجم والتفرق في المياه بحيالهم وأن يدعو الفرسان وأهل النجدان من رَبيعَةَ ومُضرٍ ويحضرهم طوعاً وكرهاً فنزل المسلمون بالجِلّ وسروا إِلى عَصِيّ وهو جبل البصرة متناظرين‏.‏ وكتب إلى عماله على العرب أن يبعثوا إِليه من كانت له نجدة أو فرس أو سلاح أو رأي وخرج إِلى الحج فحجّ سنة ثلاث عشرة ورجع فجاءتة أفواجهم إِلى المدينة ومن كان أقرب إِلى العراق انضم إِلى المثنى فلما اجتمعت عنده أمراء العرب خرج من المدينة واستخلف عليها عليّأ وعسكر على صرار من ضواحيها وبعث على المقدمة طلحة وجعل على المَجْنَبَتَيْن عبد الرحمن والزُبَيْرَ وانْبَهَمَ أمره على الناس ولم يُطِقْ أحد سؤاله فسأله عثمان فأحضر الناس واستشارهم في المسير إِلى العراق فقال العامة‏:‏ سر نحن‏.‏ معك فوافقهم ثم رجع إلى أصحاب رسول للّه صلى الله عليه وسلم وأحضر عَلِيًّا وطَلْحَةَ والزبير وعبد الرحمن واستشارهم فأشاروا بمقامه وأن يبعث رجلاً بعده آخر من الصحابة بالجنود حتى يفتح الله على المسلمين ويًهْلِكَ عدوهم فقبل ذلك ورأى فيه الصواب‏.‏ وعين لذلك سعد بن أبي وقاص وكان على صدقات هوازن فأحضره وولاه حرب العراق وأوصاه وقال‏:‏ يا سعد ابن أم سعد‏!‏ لا يغرنك من الله أن يقال خال رسول الله وصاحب رسول اللّه فإن الله لا يمحو السيء بالسيّء ولكنه يمحو السيء بالحسن وليس بين الله وبين أحد نسب إِلا بطاعته فالناس في دين الله سواء اللهّ ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة‏.‏ فانظر الأمر الذي رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يلزمه فالزمه وعليك بالصبر‏.‏ ثم سرّحه في أربعة آلاف ممَّن اجتمع إِليه فيهم حَمِيضَةُ بن النعْمانِ بن حَمِيضَةَ على بارق وعمرو بن مَعْد يكرب وأبو سبره بن أبي رَهْمٍ على مَذْحج ويزيد بن الحرث الصدائي على عذْرَةَ وخبب ومَسْلِيَة وبشير بن عبد الله الهِلاَليِّ على قيس عيلان والحُصَيْن بن نُمْير ومعاوية بن خَدِيج على السكون وكِندَة‏.‏ ثم أمره بعد خروجه بألفي يماني وألفي فخري‏.‏ وسار سعد وبلغه في طريقه بِزَروَرْد أن المُثَنَى مات من جراحة انتقضت وإنه استخلف على الناس بشير بن الخَصاصِيَةِ‏.‏ وكانت جموع المثنى ثلاثة آلاف وكذلك أربعة آلاف من تميم والرباب وأقاموا‏.‏ وعمر ضرب على بني أسد أن ينزلوا على حد أرضهم فنزلوا في ثلاثة آلاف وأقاموا بين سعد والمثنى وسار سعد إِلى سيراف فنزلها‏.‏ واجتمعت إليه العساكر ولحقه الأشعث بن قيس ومعه ثلاثون ألفأ ولم يكن أحد أجرأ على الفرس من ربيعة‏.‏ ثم عبأ سعد كتائب من سيراف وأمرّ الأمراء وعرف على كل عشرة عريفاً وجعل الرايات لأهل السابقة ورتب المقَدّمة والساقة والمجنباتِ والطلائع وكل ذلك بأمر عمر ورأيه‏.‏ وبعث في المقدمَة زُهْرَةَ بن عبد الله بن قَتادَةَ الحَيَوي من بني تميم فانتهى إِلى العُذيْبِ وعلى الميمنة عبد الله بن المعتمر وعلى الميسرة شَرْحَبِيلُ بن السِّمْطِ وخليفة بن خالد بن عَرْفَطَةَ حليفُ بني عبد شمس وعاصم بن عمر التميمي على الساقة وسواد بن مالك التميمي على الطلائع وسلمان بن ربيعة الباهلي على المجردة‏.‏ ثم سار على التعبية ولقيه المعنَى بن حارثة الشيباني بسيراف‏.‏ وقد كان بعد موت أخيه المثنى سار بذي قار إلى قابوس بن قابوس بن المنذر بالقادسية‏.‏ وقد وجاء إلى سعد بالخبر ليعلمه بوصية المثنى إليه أن لا تدخلوا بلاد فارس وقاتلوهم على حدود أرضهم بادىء حجر من أرض العرب‏.‏ فأن يظهر الله المسلمين فلهم ما وراءهم وإِلا رجعتم إِلى فئة ثم تكونوا أعلم بسبيهم وأجرأ على أرضهم إِلى أن يردّ الله الكرب‏.‏ فترحم سعد ومن معه على المثنى وولى أخاه المعنى على عمله وتزوج سلمى زوجته ووصله كتاب عمر بمثل رأي المثنى يسأله عن سيراف ونزل العرب ثم أتى القادسية فنزلها بحيال القنطرة بين العتيق والخندق‏.‏ ووصله كتاب عمر يؤكد عليهم في الوفاء بالأنبار ولو كان إشارة أو ملاعبة‏.‏ وكان زهرة في المقدمة فبعث سرية للإغارة على الحيرة عليها بكر بن عبد اللّه الليثي وإذا أخت مرزبان الحيرة تزفّ إلى زوجها فحمل بكير على ابن الأزادية فقتله وحملوا الأثقال والعروس في ثلاثين امرأة ومئة من التوابع ومعهم ما لا يعرف قيمته‏.‏ ورجعوا بالغنائم فصبح سعد بالعذيب فقسمه في المسلمين‏.‏ ولما رجع سعد إلى القادسية أقام بها شهراً يشن الغارات بين كسكر والأنبار ولم يأته خبر عن الفرس وقد بلغت أخبارهم إلى يزدجرد‏.‏ وإن ما بين الحيرة والفرات نُهبَ وخرب فاحضر رستم ودفعه لهذا الوجه فتقاعد عنه وقال‏:‏ ليس هذا من الرأي وبعث الجيوش يعقب بعضها بعضأ أولى من مصادمة مرة فأبى يزدجرد إلا مسيرة لذلك‏.‏ فعسكر رستم بساباط وكتب سعد بذلك إلى عمر فكتب إليه لا يكترثنك ما يأتيك عنهم واستعن بالله وتوكل عليه وابعث رجالاً من أهل الرأي والجلد يدعونه فإن الله جاعل ذلك وهناً لهم‏.‏ فأرسل سعد نفراً منهم النعمان بن مقرن وبشر بن أبي أدهم وجملة من حيوة وحنظلة بن الربيع وعدي بن سهيل وعطارد بن حاجب والحرث بن حسان والمغيرة بن زرارة والأشعث بن قيس وفرات بن حبان وعاصم بن عمرو وعمرو بن معد يكرب والمغيرة بن شعبة والمعنى بن حارثة فقدموا على يزدجرد وتركوا رستم واجتمعوا بل واجتمع الناس ينظرون إليهم وإلى خيولهم وبرودهم‏.‏ فأحضرهم يزدجرد وقال لترجمانة‏:‏ سلهم ما جاءكم وما أولعكم بغزونا وبلادنا من أجل إنا تشاغلنا عنكم اجترأتم علينا‏!‏ فتكلم النعمانُ بن مُقَرن بعد أن استأذن أصحابه وقال ما معناه‏:‏ إن الله رحمنا وأرسل إلينا رسولاً صفته كذا يدعونا إلى كذا ووعدنا بكذا فأجابه منا قوم وتباعد قوم‏.‏ ثم أمر أن نجاهد من خالفه من العرب فدخلوا معه على وجهين‏:‏ مكره اغتبط وطائع ازداد حتى اجتمعنا عليه وعرفنا فضل ما جاء به‏.‏ ثم أمرنا بجهاد من يلينا من الأمم ودعائهم إلى الإنصاف فإن أبيتم فالمناجزة‏.‏ فقال يزدجرد لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عدداً ولا أسوأ ذات بين منكم وقد كان أهل الضواحي يكفوننا أمركم ولا تطمعوا أن تقوموا للفرس فإن كان بكم جهد أعطيناكم قوتاً وكسوناكم وملَكنا عليكم ملكاً يرفق بكم‏.‏ فقال المغيرة بن زرارة‏:‏ هؤلاء أشراف العرب ويستحيون من الأشراف وأنا أكلمك وهم يشهدون‏.‏ فأما ما ذكرت من سوء الحال فكما وصفت وأشَدّ ثم ذكر من عيش العرب ورحمة الله بهم بإرسال النبي صلى الله عليه وسلم مثلما قال النعمان الخ‏.‏ ثم قال له‏:‏ إختر إما الجزية عن يد وأنت صاغر أو السيف وإِلا فنجّ نفسك بالإسلام‏.‏ فقال يزدجرد‏:‏ لو قَتَلَ أحَدٌ الرسُل قبلي لقتلتكم ثم استدعى بوقر من تراب وحمل على أعظمهم وقال‏:‏ ارجعوا إلى صاحبكم واعلموه أني مرسل رستم حتى يدفنكم أجمعين في خندق القادسيَّة ثم يُدَوِّخُ بلادكم أعظم من تدويخ سابور‏.‏ فقام عاصم بن عمرو فحمل التراب على عنقه وقال‏:‏ إنا أشرف هؤلاء‏:‏ ولما رجع إلى سعد فقال‏:‏ أبشر فقد أعطانا اللهّ تراب أرضهم‏.‏ وعجب رستم من محاورتهم وأخبر يزدجرد بما قال عاصم بن عمر فبعث في أثرهم إلى الحيرة فأعجزوهم‏.‏ ثم أغار سواد بن مالك التميمي بعد مسير الوفد إلى يزدجرد على الفِراض فاستاق ثلاثمائة دابة بين بغل وحمار وثور وآخرها سمكة‏.‏ وصبح بها العسكر فقسمه سعد في الناس وواصلوا السرايا والبعوث لطلب اللحم وأما الطعام فكان عندهم كثيراً‏.‏ وسار رستم إلى ساباط في ستين ألفاً وعلى مقدمته الجالينوس في أربعين ألفاً وساقَتْهُ عشرون ألفأ وفي المَيْمَنَةِ الهُرْمُزانُ وفي المسيرة مَهرانُ بن بَهْرَامَ الرازي‏.‏ وحمل معه ثلاثة وثلاثين فيَلاَ ثمانية عشر في القلب وخمسة عشر في الجَنْبَيْن‏.‏ ثم سار حتى نزل كوثى فأتى برجل من العرب فقال له رستم‏:‏ ما جاء بكم وما تطلبون‏.‏ فقال نطلب وعد اللّه بأرضكم وبلادكم وأبنائكم إن لم تسلموا‏.‏ قال رستم‏:‏ فإن قُتلتم دون ذلك‏.‏ قال‏:‏ من قًتِلَ دخل الجَنًةَ ومن بقي انجزه اللهّ وعده‏.‏ قال رستم‏:‏ فنحن إذا وضعنا في أيديكم‏.‏ فقال أعمالكم وضعتكم وأسلمكم اللّه بها فلا يغرنك من ترى حولك فلست تحاول الناس إنما تحاول القضاء والقَدَرَ‏.‏ فغضب وأمر به فضربت عنقه وسار فنزل الفرس وفشا في عسكره المنكر وغصبوا الرعايا أموالهم وأبناءهم حتى نادى رستم منهم بالويل‏.‏ فقال‏:‏ صدق والله العربي وأتى ببعضهم فضرب عنقه ثم سار حتى نزل الحيرة ودعا أهلها فعزرهم وهمّ بهم فقال له ابن بُقَيْلَةَ‏:‏ لا تجمع علينا إن تعجز عن نُصْرَتِنَا وتلومنا على الدفع عن أنفسنا‏.‏ وأرسلِ سعد السرايا إلى السواد وسمع بهم رستم فبعث لاعتراضهم الفرس وبلِغ ذلك سعداً فأمدهم بعاصم بن عمر فجاءهم وخيل فارس تحتوشهم‏.‏ فلما رأوا عاصماً هربوا‏.‏ وجاءَ عاصم بالغنائم ثم أرسل سعد عمرو بن معد يكرب وطُلَيْحَةَ الأسديّ طليعة فلما ساروا فرسخاً وبعضه لقوا المسالح فرجع عمرو ومضى طليحة حتى دخل عسكر رستم وبات فيه وهتك أطناب خيمة أو خيمتين واقتاد بعض الخيل وخرج يعدو به فرسه‏.‏ ونذر به الفرس فركبوا في طلبه إلى أن أصبح وهم في أثره فكرّ على فارس فقتله ثم آخر ثم آخر وأسر الرابع وشارف عسكر المسلمين فرجعوا عنه‏.‏ ودخل طليحة على سعد الفارسي ولم يخلف بعده فيهم مثلهم بل مثله فأسلم ولزم طليحة‏.‏ ثم سار رستم فنزل القادسية بعد ستة أشهر من المدائن وكان يطاول خوفأ وتقيةً والملك يستحثه‏.‏ وكان رأى في منامه كأن ملكاً نزل من السماء ومعه النبي صلى الله عليه وسلم وعمر‏.‏ وأخذ الملك سلاح أهل فارس فختمه ثم دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودفعه النبي إلى عمر فحزن لذلك أهل فارس في سيره‏.‏ ولما وصل القادسية وقف على العُتَيْقِ حيال عسكر المسلمين والناس يتلاحقون حتى اغْتمُوا من كثرتهم وركب رستم غداة تلك الليلة وصعد مع النهر وصوّت حتى وقف على القنطرة‏.‏ وأرسل إلى زهرة فوافقه وعرض له بالصلح‏.‏ وقال‏:‏ كنتم جيراننا وكنا نحسن إليكم ونحفظكم ويقرر صنيعهم مع العرب ويقول زهرة ليس أمرنا من أولئك وإنما طلبنا وهمنا الآخرة‏.‏ وقد كنا كما ذكرت إلى أن بعث الله فينا رسولاً دعانا إلى دين الحق فأجبناه‏.‏ وقال‏:‏ قد سلطتكم على من لم يَدِنْ‏.‏ به وأنا منتقم بكم منهم وأجعل لكم الغلبة‏!‏ فقال رستم‏:‏ وما هو دين الحق فقال الشهادتان وإِخراج الناس من عبادة الخلق إلى عبادة الله وإنهم إخوان في ذلك‏.‏ فقال رستم‏:‏ فإن أجبنا إلى هذا ترجعون فقال أي والله فانصرف عنه رستم‏.‏ ودعا رجال فارس‏.‏ وذكر ذلك لهم فأنفوا‏.‏ وأرسل إلى سعد أن ابعث لنا رجلاً نكلمه ويكلمنا‏.‏ فبعث إليه ربعي بن عامر وحبسوه على القنطرة حتى أعلموا رستم فجلس على سرير من ذهب وبُسط النمارق والوسائد منسوجة بالذهب وأقبل ربعي على فرسه وسيفه في خرقة ورمحه مشدود بعصب وقدم حتى انتهى إلى البساط ووطئه بفرسه ثم نزل وربطها بوسادتين شقهما وْجعل الحبل فيهما فلم يحفلوا بذلك وأظهروا التهاون‏.‏ ثم أخذ عباءة بعيره فاشتملها‏.‏ وأشاروا إليه بوضع سلاحه فقال‏:‏ لو أتيتكم فعلت كذا بأمركم وإنما دعوتموني‏.‏ ثم أقبل يتوكأ على رمحه ويقارب خطوه حتى أفسد ما مر عليه من البسط‏.‏ ثم دنا من رستم وجلس على الأرض وركز رمحه على البساط وقال‏:‏ إِنا لا نقعد على زينتكم قال له الترجمان‏:‏ ما جاء بكم فقال اللّه بعثنا لنخرج عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وأرسلنا بدينه إلى خلقه فمن قبله قبلنا منه وتركناه وأرضه ومن أبى قاتلناه حتى نفِيء إلى الجنة والظفر‏.‏ فقال رستم‏:‏ هل لكم أن تؤخرو هذا الأمر حتى ننظر فيه قال نعم‏!‏ كم أحب إليك يومأ أو يومين‏!‏ قال لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا‏.‏ فقال أن مما سنّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمكن الأعداء أكثر من ثلاث فانظر في أمرك وأمرهم واختر إِما الإسلام وندعك وأرضك وإما الجزية فنقبل ونكف عنك وإن احتجت إلينا نصرناك والمنابذة في الرابع إلا أن تبذلوا كفيلاً بهذا عن أصحابي‏.‏ قال‏:‏ أسيدهم أنت قال لا‏!‏ ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجيز بعضهم عن بعض يجيز أدناهم على أعلاهم فخلا رستم بروساءِ قومه وقال‏:‏ رأيتم كلاماً قط مثل كلام هذا الرجل فأروه الإستخفاف بشأنه وثيابه‏.‏ فقال وبحكم إنما انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة والعرب تستخف اللباس وتصون الأحساب‏.‏ ثم أرسل إلى سعد أن ابعث إلينا ذلك الرجل فبعث إليهم حذيفة بن مُحْصِنْ ففعل كما فعل الأول ولم ينزل عن فرسه وتكلم وأجاب مثل الأول‏.‏ فقال له ما قَعَدَ بالأول عنا فقال أميرنا يعدل بيننا في الشدة والرخاء وهذه نوبتي‏.‏ فقال رستم‏:‏ والمواعدة إلى متى فقال إلى ثلاث من أمس وأنصرف وخلا رستم بأصحابه يُعْجِبُهُم من شأن القوم وبعث من الغد عن آخر فجاءه المُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ‏.‏ فلما وصل إليهم وهم على زيّهم وبسطهم على غَلْوَة من مجلس رستم فجاء المغيرة حتى جلس معه على سريره فأنزلوه فقال‏:‏ لا أرى قوماً أسفه منكم إنا معشر العرب لا يستعبد بعضنا بعضاً فظننتكم كذلك‏.‏ وكان أحسن بكم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض مع إني لم آتكم وإنما دعوتموني‏.‏ فقد علمت أنكم مغلوبون ولم يقم مَلِكٌ على هذه السيرة‏.‏ فقالت السَفَلَةَ‏:‏ صدق والله العَرَبيُ‏.‏ وقالت الأساطين والله لقد رمانا بكلام لا تزال عبيدنا ينزعون إليه قاتل اللهّ من يُصَغِّر أمر هذه الأمة‏.‏ ثم تكلم رستم فعظم من أمر فارس بل من شأن فارس وسلطانهم وصغر أمر العرب وقال‏:‏ كانت عيشتكم سيئة وكنتم تقصدوننا في الجدب فنردكم بشيء من التمر والشعير ولم يحملكم على ما صنعتم إلا ما بكم من الجهد ونحن نعطي أميركم كسوة وبغلاً وألف درهم وكل رجل منكم حمل تمر وتنصرفون فلست اشتهي قتلكم‏.‏ فتكلم المغيرة وخطب فقال‏:‏ أما الذي وصفتنا به من سوء الحال والضيق والاختلاف فنعرفه ولا ننكره والدنيا دُوَلٌ والشدَة بعدها الرخاء ولو شكرتم ما آتاكم اللّه لكان شكركم قليلأ على مما أوتيتم وقد أسلمكم الله بضعف الشكر إلى تغيِّر الحال وأن الله بعث فينا رسولاً ثم ذكر مثلما تقدم إلى التخيير بين الإسلام أو الجزية أو القتال ثم قال‏:‏ وإن عيالنا ذاقوا طعام بلادكم فقالوا لا صبر لنا عنه‏.‏ فقال رستم‏:‏ إذاً تموتون دونها‏.‏ فقال المغيرة‏:‏ يدخل من قتل منا الجنة ويظفر من بقي منا بكم فاستشاط غضباً وحلف أن لا يقع الصلح أبداً حتى أقتلكم أجمعين‏.‏ وانصرف المغيرة وخلا رستم بأهل فارس وعرض عليهم مصالحة القوم وَحَذرهمْ عاقبة حربهم فلجوا وبعث إليه سعد يعرض عليه الإسلام ويرغب فأجابه بمثل ما كان يقول لأولئك من الإمتنان على العرب والتعريض بالمطامع فلم يتفق شيء من رأيهم‏.‏ فقال رستم‏:‏ تعبرون إلينا أم نعبر إِليكم‏.‏ فقالوا‏:‏ بل اعبروا وأرسل إليهم سعد بذلك وأرادوا القنطرة فقال سعد‏:‏ لا ولا كرامة لا نردّ عليكم شيئأ غلبناكم عليه فأبى فباتوا يسَكِّرون العتيق بالتراب والقصب والبرادع حتى جعلوا جسراً‏.‏ ثم عبر رستم ونُصِبَ له سريره وجلس عليه وضرب طيًارة عليه وعبر عسكره وجعل الفِيَلَةَ في القلب والمَجْنَبَتَيْن عليها الصناديق والرجال والرايات أمثال الحصون‏.‏ وجعل الجالينوس بينه وبين الميمنة والفَيْرَزانِ بينه وبين الميسرة‏.‏ ورَتَبَ يزدجرد الرجال بين المدائن والقادسية وما بينه وبين رستم رجَلاً على كل دعوه تنتقل إليه ينبئهم أخبار رستم في أسرع وقت‏.‏ ثم أخذ المسلمون مصافَهم واختلط سعد قَصْرَهُ وكان به عِرْقُ النِساء وأصابته معه دماميل لا يستطيع معها الجلوس فصعد على سطح القصر راكباً على وسادة في صدره وأشرف على الناس‏.‏ وعاب ذلك عليه بعض الناس فنزل واعتذر إليهم وأراهم القروح في جسده فعذروه‏.‏ واستخلف خالد بن عَرْفَطَةَ على الناس وحبس من شغب عليه في القصر وقيدهم وكان فيهم أبو مِحجِن الثقَفِيُّ وقيل إِنما حبسه بسبب الخمر‏.‏ ثم خطب الناس وحثهم على الجهاد وذكرهم بوعد الله وذلك في المحرم سنة أربع عشرة وأخبرهم أنا أستخلف خالد بن عَرْفَطَةَ‏.‏ وأرسل جماعة من أهل الرأي لتحريض الناس على القتال مثل المُغِيرَة وحًذَيْفَة وعاصم وطُلَيْحَة وقَيس وغالب وعمرو‏.‏ ومن الشعراء الشماخَ والحُطَيئةَ والعًبْدِيِّ بل وعبدة بن الطيب وغيرهم ففعلوا‏.‏ ثم أمر بقراءة سورة الجهاد وهي الأنفال فهشت قلوب الناس وعيونهم وعرفوا السكينة مع قراءتها فلما فرغت القراءة قال سعد‏:‏ الزموا مواقفكم‏.‏ فإذا صليتم الظهر فإني مكبر تكبيرة فكبّروا واستعدّوا فإذا سمعتم الثانية فكبروا وأتموا عدتكم فإذا سمعتم الثالثة فكبّروا ونشِّطوا الناس فإذا سمعتم الرابعة فازحفوا حتى تخالطوا عدوّكم وقولوا‏:‏ لا حول ولا قوّة إِلا باللّه‏.‏ فلما كبّر الثالثة برز أهل النجدان فانشبوا القتال وخرج أمثالهم من الفرس فاعتوروا الطعن والضرب وارتجزوا الشعْر وأول من أسر في ذلك اليوم هُرْمُز من ملوك اللباب وكان متوّجاً أسره غالب بن عبد اللهّ الأزديّ فدفعه إلى سعد ورجع إلى الحرب وطلب البراز أسوارُ منهم فبرز إليه عمرو بن معد يكرب فأخذه وجلد به الأرض فذبحه وسلب سِوارَيْةِ ومنطقته‏.‏ ثم حملوا الفِيَلَة على المسلمين وأمالوها على بَجِيلَةَ فثقلت عليهم فأرسل سعد إلى بني أسد أن يدافعوا عنهم فجاءه طلَيْحَةُ بن خُويلد وحمل ابن مالك فردّوا الفيلة وخرج إلى طليحة عظيم منهم فقتله طليحة‏.‏ وعيّر الأشعث بن قيس كندة بما يفعله بنو أسد فاستشاطوا ونهدوا معه فأزالوا الذين بازائهم‏.‏ وحين رأى الفرس ما لقي الناس والفيلة من بني أسد حملوا عليهم جميعاً وفيهم ذو الحاجب والجالينوس وكبّر سعد الرابعة فزحف المسلمون وثبت بنو أسد‏.‏ ودارت رحى الحرب عليهم وحملت الفيول على الميمنة والميسرة ونفرت خيول المسلمين منها فأرسل سعد إلى عاصم بن عمرو هل من حيلة لهذه الفيلة‏.‏ فبعث الرماة يرشقونها بالنبل واشتد برَدِّها آخرون يقطعون الوُضنَ‏.‏ وخرج عاصم بجميعهم ورحى الحرب على أسد واشتدّ عواء الفيلة ووقعت الصناديق فهلك أصحابها ونفس عن أسد واشتد عواء الفيلة ووقعت الصناديق فهلك أصحابها ونفس عن أسد أن أصيب منهم خمسمئة وردوا فارس إلى مواقفهم‏.‏ ثم اقتتلوا إلى هدء من الليل وكان هذا اليوم الأول وهو يوم الرماة‏.‏ ولما أصبح سعد دفن القتلى وأسلم الجرحى إلى نساء يقمن عليهم وإذا بنواحي الخيل طالعة من الشام كان عمر بعد فتح دمشق عزل خالد بن الوليد عن جند العراق وأمر أبا عبيدة أن يؤمر عليهم هاشم بن عُتْبَةَ يردهم إلى العراق‏.‏ فخرج بهم هاشم وعلى مقدمَتِهِ القعقاعُ بن عمرو فقدم القعقاع على الناس صبيحة ذلك اليوم وهو يوم أغواث‏.‏ وقد عهد إلى أصحابه أن يقطعوا أعشاراً بين كل عشرين مدّ البصر وكانوا ألفاً‏.‏ فسلَّم على الناس وبشرهم بالجنود وحرضهم على القتال‏.‏ وطلب البراز فخرج إليه ذو الحاجب فعرفه القعقاع ونادى بالثأر لأصحاب الجسر وتضاربا فقتله القعقاع وسر الناس بقتله ووهنت الأعاجم لذلك‏.‏ ثم طلب البراز فخرج أليه الفيرزان والبندوان‏.‏ وأكثر المسلمون القتل في الفرس وأخذوا الفيلة عن القتال لأن نوابتها تكسرت بالأمس فاستأنفوا عملها‏.‏ وجَفل القعقاع إبلاً وجعل عليها البراقع وأركبها عشرة عشرة وأطاف عليها الخيول تحميها وحملها على خيل الفرس فنفرت منها وركبتهم خيول المسلمين‏.‏ ولقي الفرس من الإبل أعظم مما لقي المسلمون من الفيلة‏.‏ وبرز القعقاع يومئذ في ثلاثين فارساً في ثلاثين حملة فقتلهم كان آخرهم بزْرَجَمْهَر الهمداني‏.‏ وبارز الأعور بن قطنة شَهْرَيَارَ سِجِسْتانَ فقتل كل واحد منهما صاحبه‏.‏ ولما انتصف النهار تزاحف الناس فاقتتلوا إلى انتصاف الليل وقتلوا عامة أعلام فارس‏.‏ ثم أصبحوا في اليوم الثالث على مواقفهم بين الصفين من المسلمين ألف جريح وقتيل ومن المشركين عشرة آلاف‏.‏ فدفن المسلمون موتاهم وأسلموا الجرحى إلى النساء ووكلوا النساء والصبيان بحفر القبور وبقي قتلى المشركين بين الصفين‏.‏ وبات القعقاع يسرب أصحابه إلى حيث فارقهم بالأمس وأوصاهم إذا طلعت الشمس أن يقبلوا مئة مئة يجدّد بذلك الناس وجاء بينهما يلحق هاشم بن عتبة‏.‏ فلما ذرّ قرن الشمس أقبل أصحاب القعقاع فتقدموا والمسلمون يكبّرون‏.‏ فتزاحفت الكتائب طعناً وهرباً‏.‏ وما جاء آخر أصحاب القعقاع حتى لحق هاشم فعبى أصحابه سبعين سبعين وكان فيهم قيس بن المكشوح فلما خالط القلب كبر وكبر المسلمون ثم كبَّر فخرق الصفوف إِلى العتيق‏.‏ ثم عاد وقد أصبح الفرس على مواقفهم وأعادوا الصناديق على الفيلة وأحدقوا الرجال بما يحمونها أن تقطع وضنها وأقام الفرسان يحمون الرجالة فلم تنفر خيل المسلمين منها‏.‏ وكان هذا اليوم يوم عماس وكان شديداً إِلا أن الطائفتين فيه سواء‏.‏ وأبلى فيه قيس بن المكشوح وعمرو بن معد يكرب‏.‏ ثم زحفت الفِيَلَة وفُرِقت بين الكتائب وأرسل سعد إِلى القعقاع وعاصم أن أكفياني الأبيض وكان بازائهما‏.‏ وإلى محمل والدّميل أن أكفياني الأجرب وكان بازائهما‏.‏ فحملوا على الفيلين فقتل الأبيض ومن كان عليه وقطع مشفر الأجرب وفقئت عينه وضرب سائسة الدميل بالطير زين فأفلت جريحاً‏.‏ وتحًير الأجرب بين الصفين وألقى نفسه في العتيق واتبعته الفيلة وفرقت صفوف الأعاجم في أثره وقصدت المدائن بوثوبها وهلك جميع من وخلص المسلمون والفرس فاختلفوا على سواء إلى المساء واقتتلوا بقية ليلتهم وتسمى ليلة الهرير‏.‏ فأرسل سعد طليحة وعمر إلى مخاضة أسفل العسكر يقومون عليها خشية أن يؤتى المسلمون منها فتشاوروا أن يأتوا الأعاجم من خلفهم فجاء طليحة وراء العسكر وكبّر‏.‏ فارتاع أهل فارس فأغار عمر أسفل المخاضة ورجع وزاحفهم الناس دون إذن سعد‏.‏ وأول من زاحفهم من الناس دون إذن سعد زاحفهم القعقاع وقومه فحمل عليهم ثم حمل بنو أسد النخع من بجيلة ثم كندة وسعد يقول في كل واحدة اللهم اغفر لهم وانصرهم‏.‏ وقد كان قال لهم إذا كبرت ثلاثاً فاحملوا فلما كبّر الثالثة لحق الناس بعضهم بعضاً بعد صلاة العشاء واختلطوا وصليل الحديد كصوت القرن إلى الصباح‏.‏ وركدت الحرب وانقطعت الأخبار والأصوات عن سعد ورستم‏.‏ وأقبل سعد على الدعاء وسمع نصف الليل صوت القعقاع في جماعة من الرؤساء إلى رستم حتى خالطوا صفه مع الصبح فحمل الناس من كل جهة على من يليهم واقتتلوا إلى قائم الظهيرة‏.‏ فناجز الفَيْرَزَان والهُرْمُزان بعض الشيء وانفرج القلب وهبًّت ريح عاصف فقلبت طيارة رستم عن سريره فهوت في العتيق‏.‏ وانتهى القعقاع ومن معه إلى السرير وقد قام رستم عنه فاستظل في ظل بغل فحمله وضرب هلال بن عَلْقَمَةَ الحمل فوقع أحد العِدْلَيْن على رستم فكسر ظهره وضربه هلال ضربةً نفحت مسكاً وهرب نحو العتيق ورمى بنفسه فيه‏.‏ فاقتحم هلال عليه وَجرَّهُ برجله فقتله وصعد السرير وقال‏:‏ قتلت رستم ورب الكعبة‏.‏ إليَّ‏!‏ إِليَّ‏!‏ فأطافوا به وكبروا‏.‏ وقيل‏:‏ إِن هلالاً لما قصد رستم رماه بسهم فأثبت قدمه بالركاب ثم حمل عليه فقتله واحتز رأسه ونادى في الناس قتلت رستم‏!‏ فانهزم قلب المشركين‏.‏ وقام الجالينوس على الردم ونادى الفرس إِلى العبور وتهافت المقترنون بالسلاسل في العتيق وكانوا ثلاثين ألفا هلكوا‏.‏ وأخذ ضِرارُ بن الخطاب رايةَ الفرس العظيمة وهي درفش كابيان فعوض منها ثلاثين ألفاً وكانت قيمتها ألف ألف ومئة ألف‏.‏ وقتل ذلك اليوم من الأعاجم عشرة آلاف في المعركة وقتل من المشركين في ذلك اليوم ستة آلاف دفنوا في الخندق حيال مسرق سوى ألفين وخمسمائة قتلوا ليلة الهرير وجمع من الأسلاب والأموال ما لم يجمع قبله ولا بعده مثله‏.‏ ونفل سعد هلال بن علقمة سلب رستم وأمر القعقاع وشرحبيل باتباع العدوّ وقد كان خرج زهرة بن حيوة قبلها في أثره فلحق الجالينوس بجمع المنهزمين فقتله وأخذ سلبه‏.‏ فتوقف سعد من عطائه وكتب إلى عمر فكتب إليه‏:‏ تعمد إلى مثل زهرة وقد صلَّى بمثل ما صلى به وقد بقي عليك من حربك ما بقي نفسد قلبه‏.‏ امض له سلبه وفضله على أصحابه في العطاء بخمس مئة‏.‏ ولحق سليمان بن ربيعة الباهلي وأخوه عبد الرحمن بطائفة من الفرس قد أستماتوا وكان ممن هرب من أمراء الفرس الهرمزان والفرزاد بن بيهس وقارن‏.‏ وممن استمات فقتل شهريار بن كَبارَ‏.‏ وأُسِرَ المَدْمَروُن والفرَّدان الأهوازيَ وخَشَرْشُوم الهمداني‏.‏ وكتب سعد إلى عمر بالفتح وبمن أصيب من المسلمين‏.‏ وكان عمر يسأل الركبان حين يصبح إلى انتصاف النهار ثم يرجع إلى أهله‏.‏ فلما لقي البشير قال من أين فأخبره فقال حدثني فقال‏:‏ هزم اللّه المشركين‏.‏ ففرح بذلك وأقام المسلمون بالقادسية ينتظرون كتاب عمر إلى أن وصلهم بالإقامة وكانت وقعة القادسية سنة أربع عشرة وقيل خمس عشرة وقيل ست عشرة‏.‏